
ثم نأتي إلى زكاء النفوس نجد ظاهرة التوحش اليوم في واقعنا الذي هو فعلاً جاهلية أخرى تحدَّث عنها الرسول فيما سبق حينما قال: ((بعثت بين جاهلتين أخراهما شر من أولاهما)) ؛ لأن هذه الجاهلية فيما يمتلكه قادتها وفيما يمتلكه رجالها وفيما تمتلكه جيوشها وفيما يمتلكه أربابها وأصحابها هم أسوأ وأكثر خطروة وضر وشر على البشرية مما كانت عليه الجاهلية الأولى.
في الجاهلية الأولي لم يكن الجاهليون فيها يمتلكون من الإمكانات العسكرية والإعلامية وغيرها مثل ما هو قائم في واقعنا اليوم ، اليوم المسألة بشكل كبير جداً خطيرة ، ووصل سوؤها إلى حدٍ فظيع ، ومعاناة البشرية من ويلاتها وكوارثها ومآسيها على نحو لا يخفى على أحد .
في جاهلية اليوم نرى التوحش الذي كان في جاهلية الأمس قبل مبعث نبي الإسلام محمد صلوات الله عليه وعلى آله ، نرى اليوم الأطفال والنساء والإنسان رجل أو امرأة ، طفل أو كبير أو صغير ، شاب أو شيخ لا قيمة لحياته ، يُقتل الآلاف بكل بساطة.
اذا كان العربي في الماضي بمديته أو بسيفه يقتل، فجاهلية اليوم تمتلك أعتى وأفتك أنواع الأسلحة التي تتمكن من خلالها من تنفيذ الإبادة الجماعية والقتل الجماعي للآلاف من الأطفال والنساء، وللإنسان القدرة على أن يُخمِّن أو يقدِّر الأرقام من قتلى البشرية من ويلات جاهلية اليوم بالملايين أطفال ونساء رجال ونساء كبار وصغار نتيجة إمكانات جاهلية اليوم .
جاهلي اليوم أمريكي أو اسرائيلي ، سعودي أو إماراتي أو غيره ، جاهلي اليوم بوحشيته بتجرُّده من الإنسانية يستخدم الطائرات
اقراء المزيد